الأربعاء، 13 مايو 2009

قصايد عن الطبيعه








ابن خفاجة الأندلسي
يصف نهراً في الأندلس
لله نهـرٌ سـال َفـي بطـحـاءِأشهى وروداً من لمى الحسنـاءِ

مُتعطـفٌ مثـلَ السـوارِ كأنـهُوالزهـرُ يَكنُفُـه مَجَـرُّ سمـاءِ

قد رق حتى ظُن قوسـاً مفرغـاًمن فضةٍ فـي بُـردةٍ خضـراءِ

وغدت تُحف به الغصونُ كأنهـاهُـدب تحـف بمقلـةٍ زرقــاءِ

ولطالما عاطيـتُ فيـه مدامـةًصفراء تَخضبُ أيـديَ الندمـاءِ
والريحُ تعبثُ بالغصونِ وقد جرىذهبُ الأصيلِ على لُجينِ المـاءِ



ابن سهل الأندلسي يصف نهراً

لله نهرٌ ما رأيتُ جمَالَهُ إلا ذكرتُ لديه نهرَ الكوثرِ

والشمسُ قد ألقت عليه رداءها فتراهُ يرفلُ في قميصٍ أصفرِ

والطيرُ قد غنَّت لشطحِ رواقصٍ فوقَ الغديرِ جَرَرنَ ثوبَ تَبختُرِ

وكأنَّما أيدي الربيع عَشيَّةً حلَّين لَبَّاتِ الغصونِ بجوهرِ
وكأنَّ خُضرَ ثِمارهِ وبياضِه ثَغرٌ تَنَسَّمَ تَحتَ خَدِّ مُعَذَّرِ





ابن هاني الأندلسيفي وصف المطر




ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نقـطُما كانَ أحسنهُ لو كان يُلتقـطُ
أهدى الربيعُ إلينا روضةً أنفـاًكما تنفسَ عن كافورهِ السفـطُ
غمائمٌ في نواحي الجو عالقـةٌحفلٌ تحدر منها وابـلٌ سبـطُ
بين السحابِ وبين الريحِ ملحمةٌمعامعٌ وظبي في الجو تخترطُ
كأنه ساخطٌ يرضي على عجلٍفما يدومُ رضى منه ولا سخطُ


حمدونة بنت زياد وهي تصف وادي الاشات ( تتغزل بلسان محبوب متوهم )
أباح الدمع أسراري بِوَاديله للحسن أثار بَوَادي

فمن نهر يطوف بكل روضومن روض يرف بكل وادي

ومن بين الضباء مهاة أنسسبت لبي وقد ملكت فؤادي

لهــا لحـــظ ترقــده لأمــــروذاك الأمر يمنعني رقادي

إذا سدلــت ذوائبها عليهــا رأيت البدر في أفق السواد

كأن الصبح مات له شقيــقفمن حزن تسربل بالســواد

وصف الطبيعة في الأندلس



من الموضوعات التي شاعت في الأندلس وازدهرت كثيراً شعر وصف الطبيعة وهذا موضوع في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي إذ وصف الشعراء صحراءهم وتفننوا في وصفها لكن هذا الوصف لم يتعد الجانب المادي وفي العصر الأموي والعباسي عندما انتقل العرب المسلمون إلى البلدان المفتوحة وارتقت حياتهم الاجتماعية أضافت على وصف الطبيعة وصف المظاهر المدنيَّة والحضارة وتفننوا , فمن ذلك فقد وصف الطبيعة عند الشعراء العباسيين أمثال النجدي والصنوبري وأبي تمام وأبي بكر النجدي الذي عاش في بيئة حلب ولكن ما الجديد الذي جاء به الأندلسيون بحيث أن هذا الموضوع أصبح من الأغراض والموضوعات التي عُرف بها أصل الأندلس .
عوامل ازدهار شعر الطبيعة في الشعر الأندلسي
• ازدهار الحضارة العربية في الأندلس ازدهارا كبيرا وهذا الازدهار الذي شمل جميع جوانب الحياة الأندلسية .• جمال الطبيعة الأندلسية التي افتتن بها شعراء الأندلس وتعلقوا بها وفصَّلوا في وصفها والتغني بمفاتنها .• ازدهار مجالس الأنس والبهجة واللهو حيث كانت هذه المجالس تُعقدُ في أحضان الطبيعة .
خصائص وصف الطبيعة• أفرد شعراء الطبيعة في الأندلس قصائد مستقلة ومقطوعات شعرية خاصة في هذا الغرض بحيث تستطيع هذه القصائد باستيعاب طاقة الشاعر التصويرية وخياله التصوري , غير الالتزام الذي تسير عليه القصيدة العربية فلم يترك الشاعر زاوية من زوايا الطبيعة إلا وطرقها .• يعتبر شعر الطبيعة في الأندلس صورة دقيقة لبيئة الأندلس ومرآة صادقة لطبيعتها وسحرها وجمالها فقد وصفوا طبيعة الأندلس الطبيعية والصناعية مُمَثَّلة في الحقول والرياض والأنهار والجبال وفي القصور والبرك والأحواض .• تُعد قصائد الطبيعة في الأندلس لوحات بارعة الرسم أنيقة الألوان محكمة الظلال تشد انتباه القارئ وتثير اهتمامه .• أصبح شعراء الطبيعة نظراً للاهتمام به يحل محل أبيات النسيب في قصائد المديح , بل إن قصيدة الرثاء لا تخلو من جانب من وصف الطبيعة .• أصبحت الطبيعة بالنسبة لشعراء الأندلس ملاذاً وملجأ لهم يبثونها همومهم وأحزانهم وأفراحهم وأتراحهم إلا أن جانب الفرح والطرب غلب على وصف الطبيعة فتفرح كما يفرحون وتحزن كما يحزنون .• وصف الطبيعة عند شعراء الأندلس مرتبطاً ومتصلاً بالغزل والخمر